الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة القصة الكاملة لانقلاب عبد الحق بن شيخة على فوزي البنزرتي ..و"الأس أم أس" الذي أذهل مسؤولي ناديه

نشر في  02 جوان 2014  (17:18)

اكتفى عبد الحق بنشيخة بمجرد رسالة قصيرة «إس إم إس» لكي يخبر مسيري الدفاع الجديدي بقراره النهائي بالرحيل نحو وجهة الرجاء.
وهي الرسالة التي وصلت ليلة السبت الماضي، حيث كان الرجل يستعد لحضور ندوة تقديمه الصحافية زوال يوم أمس الأحد، وهي الندوة التي كانت بمثابة تحصيل حاصل لانتقال هذا المدرب الجزائري، الذي ملأ دنيا الجديدة وشغل ناسها على امتداد أسبوع كامل ظلت فيه جماهير الفريق الدكالي تبحث عن تفاصيل الخبر اليقين، هل غادر بنشيخة الإدارة التقينة للدفاع، ووقع عقدا مع فريق الرجاء الرياضي.
لم يكن حلم بنشيخة تدريب فريق الرجاء وليد اليوم. لقد فتحت إدارة الفريق «الأخضر» مفاوضاتها مع هذا المدرب منذ ثلاثة أشهر يكون قد جالس فيها الرئيس بودريقة بنشيخة للتداول في هذا الموضوع، على الرغم من أن الود انطلق بين الطرفين منذ فازت الجديدة بلقب كأس العرش على حساب الرجاء، ثم عادت بعد ذلك لتحقق فوزا على الفريق «الأخضر» في منافسات البطولة، خلف وراءه زلزالا كان المدرب امحمد فاخر هو أول ضحاياه، على بعد أيام من انطلاق كأس العالم للأندية.
ظل بنشيخة يراهن على الوقت لكي يهرب من كل الدعوات التي كانت تنادي بتجديد عقده مع فريق الدفاع الجديدي. لقد قال لمسيري فريق دكالة إنه مستعد لهذا التجديد في مستهل شهر أبريل من السنة الجارية. وحينما حل هذا الموعد، كان الوعد كذبة هذا الشهر، حيث عرف الرجل كيف ينسحب في هدوء وهو يتحدث عن الشروط التي يجب أن تتوفر لكي يقوم بمهامه على الوجه الأكمل.
انتظر الجميع أن تطل نهاية الموسم الكروي لكي يقتنع بنشيخة بضرورة تجديد عقده مع الدفاع الجديدي، لدرجة أن مسيري الفريق وضعوا أمامه كل ما يتطلبه الأمر. بل إن بنشيخة اقترح لكي يصبح مشرفا عاما على الفريق بعد أن وقعت الجديدة عقد شراكة مع مونبيليه الفرنسي من أجل إحداث أكاديمية للتكوين سيكون لبنشيخة فيها الكلمة الفصل، باعتبار المهمة التي ستوكل له كمشرف عام.
غير أن كل هذه الامتيازات التي كانت الجديدة مستعدة لتوفيرها لمدربها الذي سبق أن منحته مفتاح المدينة حينما توج الدفاع بلقب كأس العرش، وهو ما اعتبر وقتها إنجازا غير مسبوق، كانت بالنسبة لهذا المدرب الجزائري، الذي سبق أن تعرف عليه المغاربة أول مرة حينما كان يشرف على تدريب المنتخب الجزائري، مجرد أحلام جديدية، في الوقت الذي كانت فيه أحلام بنشيخة هي مجاورة فريق الرجاء.
ولا غرابة أن بنشيخة سيقول للاعب محسن متولي، حينما انتهى اللقاء الذي جمع الرجاء بالدفاع الجديدي بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء في حوار ثنائي، إنه سيكون سعيدا لو كان مدربا لمتولي. وقتها فهم عميد الخضر أن الرجل يمني النفس بهذه المهمة التي كان رئيس الرجاء قد رتب لها ما يكفي من شروط.
وفي آخر نزال التقت فيه الدفاع الجديدي بفريق الوداد الرياضي بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، سيحسم بودريقة في أمر بنشيخة. وبعد أن أوهم مسيري الفريق أنه يوجد بغرفة الفندق الذي كان الفريق يقيم فيه، انسل الرجل ليوقع عقده الجديد مع الرجاء في جنح الظلام، قبل أن يسافر بعد ذلك إلى الكاميرون، حيث كان يشرف على دورة تدريبية. ولذلك كانت الرجاء مضظرة لفسخ عقدها مع التونسي فوزي البنزرتي ليلا وقبل أن تنجلي خيوط صبح اليوم الموالي.
كان الاتفاق بين مسيري الرجاء وبنشيخة هو عدم الكشف عن صفقة انتقاله إلى حين تسوية وضعيته المالية مع الجديدة. لذلك اختار أن يغلق هاتفه وهو يتواجد بدولة الكاميرون، مما اضطر مسيري الجديدة إلى مكالمة زوجته بحثا عن رجل خرج ولم يعد.
أما قبل السفر، فقد اختار بنشيخة طريقة ذكية للتخلص من ارتباطه حينما وضع أمام مسيري الجديدة شروطا، اعتبرها الجميع تعجيزية، لأنه فرض أن يتم تجديد عقود اللاعبين وبمنح تفضيلية ومنهم شاكو والنقاش، بعد أن كان اللاعب قرناص قد غادر الجديدة بحثا عن آفاق أخرى. كما فرض أن يتم فسخ عقود خمسة لاعبين دفعة واحدة يوجد من بينهم لاعبان لن تنتهي عقودهما ألا بعد موسمين، وهو ما يعني أن الجديدة يجب أن تصرف، في ظرف زمني قصير، ملايين الدراهم لإرضاء بن الشيخة ودفعه لقبول تجديد عقده.

المساء المغربية